سجلت العقود الآجلة للنفط اليوم الثلاثاء تراجعا إلى ما دون حاجز الثلاثين دولارا للبرميل لتواصل سلسلة الخسائر التي منيت بها في تعاملات أمس و التي بلغت أكثر من 3% و ذلك بفعل تزايد المخاوف من تخمة المعروض و الطلب الضئيل وسط بيانات صينية ضعيفة الأمر الذي أثار توجس السوق. كما أن استمرار انخفاض النفط يسبب خطرا بالغا على جل شركات القطاع.
و انخفض مزيج برنت الخام بنحو 1.13 دولار إلى 29.37 دولار للبرميل بحلول الساعة 08:24 بتوقيت غرينيتش بعد أن سجل أقل مستوى خلال الجلسة عند 29.27 دولار للبرميل و قد أغلق منخفضا 1.68 دولار عند التسوية في الجلسة السابقة. و كان سعر النفط الخفيف قد هوى الأربعاء الماضي إلى نحو 26.19 دولار قبل أن يغلق على 26.55 دولار و هو أدنى مستوى له منذ ماي سنة 2003.
كما هبط الخام الأمريكي بواقع 1.03 دولار إلى 29.31 دولار للبرميل بعدما سجل مستوى متدنيا عند 29.25 دولار. و تراجع في وقت سابق اليوم بمقدار 1.85 دولار.
فيما أشارت بيانات صينية إلى تراجع حركة الشحن السنوية عبر السكك الحديدية ،وهي مؤشر اقتصادي رئيسي، بواقع 11.9% في عام 2015 مقابل انخفاض بمعدل 3.9% في سنة 2014 مما فاقم المخاوف من انكماش الأنشطة الاقتصادية بالبلاد و ألقى بظلاله على أسعار النفط العالمية.
و كان سعر النفط قد تعافى قليلا في نهاية الأسبوع الماضي وسط آمال أن تحفز إجراءات إنعاش اتخذها المصرفان المركزيان الياباني و الأوروبي الطلب. لكن هذا الارتفاع كان قصير الأمد إذ يركز المستثمرين على أساسيات السوق أي وفرة العرض و قلة الطلب.
كما قالت نوال الفزيع مندوبة الكويت في منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك أن أسعار النفط قد تشهد تحسنا بعد سنة 2020 لكن قبل ذلك ستكون الأوضاع صعبة و ستتحرك أسعار النفط في نطاق بين 40 و 60 دولارا للبرميل. و أضافت الفزيع أن صادرات الخام الإيرانية المتوقع دخولها السوق ستضغط على أسعار النفط.
في الوقت ذاته تحرص السعودية أكبر مصدر للخام في العالم على حماية حصتها في السوق و زيادتها. كما أكد وزير النفط الإيراني على أن اجتماع أوبك قبل موعده بدون تعاون حقيقي بين المنتجين من داخل المنظمة و خارجها سيضر بسوق النفط عوض المساعدة في تحسين الأسعار.
لقراءة المزيد:
رئيس أرامكو: الرياض لا تهدف للقضاء على النفط الصخري
مسؤولون خليجيون: هبوط أسعار النفط فرصة مواتية لإطلاق إصلاحات اقتصادية
تبدد مكاسب النفط يساهم في تراجع أسهم أوروبا